كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

مسمى اسمه. فالله سبحانه هو الإله الموصوف بصفات الكمال، فعلمه
وقدرته وحياته وإرادته وسمعه وبصره وسائر صفاته داخل في مسمى اسمه،
ليس داخلا في الأشياء المخلوقة، كما لم تدخل ذاته فيها. فهو سبحانه بذاته
وصفاته الخالق، وما سواه مخلوق، ومعلوم قطعا ن الروح ليست هي الله،
ولا صفة من صفاته، وانما هي مصنوع من مصنوعاته؛ فوقوع (1) الخلق
عليها كوقوعه على الملائكة وا لجن والاذس.
الوجه الثاني (2): قوله تعالى لزكريا: <وقد ظقتائ من فثل ولؤ تك
شئا > [مريم: 9]. وهذا الخطاب لروحه وبدنه، ليس لبدنه فقط. فان البدن
وحده لا يفهم، ولا يخاطب، ولا يعقل؛ وإنما الذي يفهم ويعقل ويخاطب
هو الروح.
الثالث: قوله تعا لى: < والله ظقكم وما تعملون > [الصفات: 96].
الرابع: قوله [94 ا]: <ولقذمنم ثم 9 صوزنبهخ ثم بلا للده اسجدو
لادم) [الاعراف: 11]. وهذا الإخبار إما ن يتناول أرواحنا و جسادنا، كما
يقوله الجمهور؛ وإما ن يكون واقعا على الأرواح قبل حلق الاجساد، كما
يقوله من يزعم ذلك (3). وعلى التقديرين فهو صريح في حلق الارواح.
ا لخامس: النصوص الدالة على أنه سبحانه ربنا ورب ابائنا الاولين
ورب كل شئ. وهذه الربوبية شاملة لارواحنا وأبداننا، فالأرواح مربوبة له
(1) (ب): " بو قوعه "، تصحيف.
(2) " ا لو جه " سا قط من (ن).
(3) سيأتي الكلام على الاية في المسألة الآتية.
428

الصفحة 428