كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

مستغنية عن أجساد (1) تقوم بها، وهم مخلوقون قبل خلق الإنسان وروحه،
فلدا (2) كان الملك الذي يحدث الروح في جسد ابن ادم بنفخته مخلوقا،
فكيف تكون الروح الحادثة بنفخه قديمة (3)؟
وهؤلاء الغالطون يظنون أن الملك يرسل إلى ا لجنين بروج قديمة أزلية
ينفخها فيه، كما يرسل الرسول بثوب إلى الإنسان يلبسه إياه ه وهذا ضلال
وخطأ، وإنما يرسل الله سبحانه إليه الملك، فينفخ فيه نفخة، تحدث له الروج
بواسطة تلك النفخة. فتكون النفخة هي سبب حصول الروح وحدوثها له،
كما كان الوطء والانزال سبب تكوين (4) جسمه، و لغذاء سبب نموه. فمادة
الروح من نفخة الملك، ومادة ا لجسم من صب الماء في الرحم. فهذه مادة
سماوية، وهذه مادة أرضية. فمن الناس من تغلب عليه المادة السماوية،
فتصير روحه علوية شريفة تنالسب الملائكة. ومنهم من تغلب عليه المادة
الارضية، فتصير روحه سفلية ترابية مهينة تناسب الارو ج السفلية. فالملك
أب لروحه، والتراب أب لبدنه وجسمه.
الوجه الحادي عشر: حديث أ بي هريرة الذي في "صحيح البخاري "
وغيره عن النبي! ك! ييه: "الأرواح جنود مجندة، [95 ا] فما تعارف منها ائتلف،
وما تناكر منها 1 ختلف " (5). وا لجنود المجندة لا تكون إلا مخلوقة.
(1) (ط): " اجسا دها ". (ن): " ا جسا دها ا لتي ".
(2) (أ، غ): "! ا ذا لا.
(3) في (ق، غ): "بنفخة قديمة " كذا مضبوطتين. وهو خطا.
(4) (ب، ج): " تكون لا.
(5) سبق تخريجه في (ص 277).
431

الصفحة 431