كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

غناه مشارك، كما لا يشاركه في قدمه وربوبيته وا لهيته وملكه التام وكماله
المقدس مشارك. فشواهد الخلق والحدوب على الأرواح كشواهده على
الأبدان. قال تعالى: <يأ! ا لناس أنتم ألفقراء إلى الله وادده هو ثغنئ
الحمد) [فاطر: ه 1]. وهذا الخطاب بالفقر إليه للأرواح والأبدان، ليس هو
للائدان فقط. وهذا الغنى التام لله وحده لا يشركه فيه غيره (1).
وقد أرشد الله سبحانه عباده إلى أوضح دليل على ذلك بقوله: <فلؤلا إذا
بلغت الحلقوم! وأنتر جعنيؤ شظرون! ونخن فرب إلة منكئم ولبهن لا ن! ب! رون
! فلولاإنكنتم غئر مديين! ترتجحونها نكنتم صندقين > [الواقعة: 83 - 87].
اي: فلولا، إن كنتم غير مملوكين ومقهورين ومربوبين ومجازين باعمالكم،
تردون الأرواح إلى الأبدان إذا وصلت إلى هذا الموضع! اولا تعلمون
بذلك أنها مدينة مملوكة مربوبة محاسبة مجزية بعملها.
وكل ما [96 ب] تقدم ذكره في هذا ا لجواب من أحكام الروح وشأنها
ومستقرها بعد الموت، فهو دليل على أنها محدثة (2) مخلوقة مربوبة مدبرة،
ليست بقديمة. وهذا الأمر أوضح من أن تساق الادلة عليه لولا ضلال (3) من
المتصوفة و هل البدع، ومن قصر فهمه في كتاب الله وسنة رسوله، فأتي من
سوء الفهم (4) لا من النص؛ تكلموا في أنفسهم وأرواحهم بما دل على أنهم
(1) انظر الفصل الاول من "طريق الهجرتين " للمؤلف (2 1).
(2) " محدثة " من (ب، ج، ن).
(3) كذا في الأصل مضبوطا.
(4) (ن): " فمن سوء الفهم اتي". وقد تصحف " فأتي" إلى " فإن" في (ط). وفيها يضا:
"من سوء النص ".
436

الصفحة 436