فان قيل: فما تقولون (1) في قوله: <ونمخ فيه > [الحجر: 29]، فأضاف
النفخ إلى نفسه؟ وهذا يقتضي المباشرة منه تعالى كما في قوله: <ظقت
بيدئ) [ص: ه 7]. ولهذا قرن (2) بينهما في الذكر في الحديث الصحيح في
قوله ع! ي!: "فياتون ادم، فيقولون: أنت ادم أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ
فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء" (3)، فذكروا
لادم أربع خصائص (4) اختص بها عن غيره، ولو كانت الروح التي فيه إنما
هي من نفخة الملك لم يكن له خصيصة (5) بذلك، وكان بمنزلة المسيح، بل
وسائر أولاده، فان الروح حصلت فيهم من نفخة الملك. وقد قال تعالى:
< ف! ذا سولئه- ونفخت فيه من روحى) [الحجر: 29] فهو الذي سواه بيده، وهو
الذي نفخ فيه من روحه؟
قيل: هذا الموضع هو الذي اوجب لهذه الطائفة ان قالت بقدم الروج،
وتوقف فيها اخرون، ولم يفهموا مراد القران. فأما الروح المضافه إلى
الرب، فهي روح مخلوقة أضافها إلى نفسه إضافة تخصيص وتشريف، كما
بيناه. و ما النفخ فقد قال تعالى في مريم: <و لتى اخصد! فزجها فمخنا
(1) (ط):"تقول".
(2) ما عدا الأصل و (غ) وطزة (ط): " فرق "، تصحيف.
(3) وهو حديث الشفاعة. اخرجه البخاري (0 334) ومسلم (4 9 1) من حديث ا بي
هريرة.
(4) (ط): " خصا ل ".
(5) (ط): " تخصيص ".
449