في ذات واحدة، وقالوا: هي الله الذي لا إله إلا هو. وقال صاحب فصوصهم
وواضع نصوصهم: "واعلم ان الامر قران، لا فرقان " (1).
ما الامر إلا نسق واحد ما فيه من مدح ولا ذ م
وانما العادة قد خصصت والطبع والشارع با لحكم (2)
والمقصود أن ارباب البصائر هم اصحاب الفرقان، فاعظم الناس فرقانا
بين المشتبهات أعظم الناس بصيرة. والتشابه يقع في الاقوال والاعمال
و لاحوال والاموال والرجال، وانما أتي أكثر أهل العلم من المتشابهات في
ذلك كله. ولا يحصل الفرقان إلا بنور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده،
يرى في ضوئه حقائق الامور، ويميز بين حقها وباطلها، وصحيحها وسقيمها
<ومن و مجعل الله لص نورا! ا له من ثؤو> [النور: 0 4].
ولا تستطل هذا الفصل، فلعله من أنفع فصول الكتاب، وا لحاجة إليه
شديدة، فان رزقك الله فيه بصيرة خرجت منه إلى فرقان أعظم منه. وهو:
الفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد [173 ب] المعطلين، والفرق بين تنزيه
الرسل وتنزيه أهل التعطيل، والفرق بين إثبات الصفات و لعلو والتكلم
- و دثه اعلم - ان المصنف رحمه الله قرا المثل في كلام شيخه في درء التعارض
(6/ 222): " ثم جاء ابو حامد، فطم الوادي على القري " - وقد نقله في الصواعق
المرسلة (2/ 17 4) - فتوهم ان "الوادي " مفعول به، وفاعل " طم " هو الضمير العائد
على ابي حامد!
(1) فصوص الحكم (1/ 0 7).
(2) انشدهما المصنف في طريق الهجرتين (566) ايضا. وقد نسبهما شيخ الإسلام في
الفتاوى (2/ 99) إلى القاضي تلميذ صاحب الفصوص.
5 2 7