والتكليم حقيقة وبين التشبيه والتمثيل، والفرق بين تجريد التوحيد العملي
الارادي وبين هضم أرباب المراتب مراتبهم التي أنزلهم الله إياها، و لفرق
بين تجريد متابعة المعصوم وبين إهدار أقوال العلماء وإلغائها وعدم
الالتفات إليها، والفرق بين تقليد العا لم وبين الاستضاءة بنور علمه
والاستعانة بفهمه، والفرق بين أولياء الرحمن و ولياء الشيطان، والفرق بين
ا لحال الايماني الرحما ني والحال الشيطا ني الكفري وا لحال النفساني،
والفرق بين ا لحكم المنزل الواجب الاتباع على كل أحد (1) والحكم
المؤول الذي نهايته أن يكون جائز الاتباع عنلم الضرورة ولا درك على
مخالفه.
فصل
ونحن نختم الكتاب باشارة لطيفة إلى الفروق بين هذه الامور، إذ كل
فرق منها يستدعي بسطه كتابا كبيرا.
فالفرق بين توحيد الموسلين وتوحيد المعطلين: أن توحيد الرسل
إثبات صفات الكمال دثه على وجه التفصيل، وعبادته وحده لا شريك له، فلا
يجعل له ند (2) في قصد ولا ح! ب، ولا خوف ولا رجاء، ولا لفظ ولا حلف
ولا نذر، بل يرفع العبد الانداد له من قلبه وقصده ولسانه وعبادته، كما أنها
معدومة في نفس الأمر، لا وجود لها البتة؛ فلا يجعل لها وجودا في قلبه ولا
لسانه.
(1) في (ز، غ): " على كل حال ". وقد سقط "على كل. . . جائز الاتباع " من الاصل.
(2) (ط، ز، ن): " ندا".
726