كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

الصفة والصفة من الفرق كما بين الموصوف والموصوف (1) = فأي تمثيل
هاهنا وأي تشبيه، لولا تلبيس الملحدين؟
فمدار الحق الذي اتفقت عليه الرسل على أن يوصف الله بما وصف به
نفسه، وبما وصفه به رسله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا
تمثيل: إثبات الصفات ونفي مشابهة المخلوقات. فمن شبه الله بخلقه فقد
كفر، ومن جحد حقائق ما وصف الله به نفسه فقد كفر. ومن ثبت له حقائق
الاسماء والصفات ونفى عنه مشابهة المخلوقات، فقد هدي [ه 17 ا] إ لى
صراظٍ مستقيم.
فصل
والفرق بين تجريد التوحيد وبين هضم أرباب المراتب: أن تجريد
التوحيد أن لا يعطى المخلوق شيئا من حق الخالق وخصائصه، فلا يعبد،
ولا يصلى له ويسجد، ولا يحلف باسمه، ولا ينذر له، ولا يتوكل عليه، ولا
يؤله، ولا يقسم به على الله، ولا يعبد ليقرب إلى الله زلفى. ولا يساوى برب
العالمين في قول القائل: ما شاء الله وشئت، وهذا منك ومن الله، و نا بادله
وبك، و نا متوكل على الله وعليك، و 1 دده لي في السماء وأنت في الارض،
وهذا من صدقاتك وصدقات الله، و نا تائب إلى الله واليك، و نا قي حسب
الله وحسبك؛ فيسجد للمخلوق كما يسجد المشركون لشيوخهم، يحلق
رأسه له، ويحلف باسمه، وينذر له، ويسجد لقبره بعد موته، ويستغيث به في
حوائجه ومهماته، ويرضيه بسخط الله، ولا يسخطه في رضا الله، ويتقرب إليه
أعظم مما يتقرب إلى الله، ويحبه ويخافه ويرجوه أكثر مما يحب الله
(1) (ق): " وا لوا صف "، وهو خطا. ـ
730

الصفحة 730