كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

خالفهم. فخلافهم في القول الذي جاء النص بخلافه أسهل من مخالفتهم
في القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم.
ومن هنا يتبين الفرق بين تقليد العالم في كل ما قال، وبين الاستعانة
بفهمه والاستضاءة بنور علمه. فالاول يأخذ قوله من غير نظرٍ فيه ولا طلب
لدليله من الكتاب و لسنة، بل يجعل ذلك كالحبل الذي يلقيه في عنقه يقلده
به، ولذلك سمي تقليدا (1)؛ بخلاف من استعان بفهمه واستضاء بنور علمه
في الوصول إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فإنه يجعلهم بمنزلة
الدليل إلى الدليل الاول، فإذا وصل إليه استغنى بدلالته عن الاستدلال
بغيره. فمن استدل بالنجم على القبلة، فإنه إذا شاهدها لم يبق لاستدلاله
بالنجم معنى!
قال الشافعي: أ جمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله!
لم يكن له أن يدعها لقول أحد (2).
فصل
والفرق بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان: ان أولياء الرحمن لا خوف
عليهم ولا هم يحزنون، هم الذين امنوا وكانوا يتقون. وهم المذكورون في
(1) "ومن هنا يتمين. . . تقليدا" ساقط من (ط). وفي (ن) بعد "تقليدا" زيادة: كما قال:
وما الفرق في التقليد بين بهيمة متى ما تقد تنقد وبين المقلد
(2) بهذا اللفط ذكره المصنف في إعلام الموقعين (2/ 282) ومدارج السالكين
(2/ 335) والرسالة التبوكية (0 4). وكذا نقله الفلاني في إيقاظ الهمم (58) ولعل
مصدره كتب ابن القيم. وقال الشافعي في الام (7/ 59 2): داولا يجوز لعا لم أن ياع
قول النبي يك! لقول احد سواه ". ونحوه في (1/ 1 5 1). وانظر رسالته (0 33).
5 3 7

الصفحة 735