كتاب الروح - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

ولا يشتبه أولياء الرحمن بأولياء الشيطان إلا على فاقد البصيرة
والايمان. وأنى (1) يكون المعرضون عن كتابه وهدي رسوله وسنته
المخالفون له إلى غيره أولياءه، وقد ضربوا لمخالفته (2) جأشا، وعدلوا عن
هدي نبيه وطريقته؟ <وما! انوا اؤلاءهح إن ؤِلياؤه- إلا لمنقون ولبهن
أتحبرهم لايغلمون > 1 الانفال: 34]. فأولياء الرحمن: المتلبسون بما يحبه
وليهم، الداعون إليه، المحاربون لمن خرج عنه. وأولياء الشيطان:
المتلبسون بما يحبه وليهم قولا وعملا، يدعون إليه، ويحاربون من نهاهم
عنه.
فإذا رأيت الرجل يحب السماع الشيطاني ومؤذن الشيطان وإخوان
الشياطين، ويدعو لى ما يحبه الشيطان من الشرك والباع والفجور= علمت
أنه من أوليائه. فإن اشتبه عليك، فاكشفه في ثلاثة مواطن: في صلاته،
__________
برئنا إلى الله من معشر بهم مرض من كتاب الشفا
وكم قلت يا قوم انتم على شفا جرف من كتاب الشفا
فلما استهانوا بتنبيهنا رجعنا إلى الله حتى كفى
فماتوا على دين رسطالس وعشنا على ملة المصطفى
انظر: النبوات (392) ومجموع الفتاوى (9/ 53 2)، والرد على المنطقيين (1 1 5)
وفاثلها فيه: "ابن العربي " وهو تحريف. وقد تصرف ابن القيم في هذه الابيات
وصرفها إلى الرد على اصحاب السماع.
(1) في الاصل وغيره: "وأن "، فزاد ناسخ (ز): " وحاشى الله أن ". والصواب ما اثبتنا من
النسخ المطبوعة.
(2) في الاصل: " لمخالفيه ".
738

الصفحة 738