كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الباب الحادي عشر
في علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه
هذا الباب كالأساس والأصل لما بعده من الأبواب؛ فإن سائر أمراض القلب إنما تنشأ من جانب النفس، فالمواد الفاسدة كلها إليها تنصبُّ، ثم تنبعث منها إلى الأعضاء، وأولُ ما تنال القلب، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبة الحاجة: "الحمد لله، نستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا" (¬1).
وفي "المسند"، والترمذي من حديث حُصين بن عبيد (¬2): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا حُصين! كم تعبد اليوم إلهًا؟ " (¬3) قال: سبعةً، ستةً في الأرض وواحدًا في السماء، قال: "فمن الذي تُعِدُّ لرَغْبتك ورهبتك؟ "، قال: الذي في السماء، قال: "أسْلِمْ حتى أعلِّمك كلمتين ينفعك الله بهما"، فأسلم، فقال له: "قل: اللهم ألهمني رشدي، وقِني شرّ نفسي" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه أحمد (1/ 392)، وأبو داود (2118)، والترمذي (1105)، والنسائي (1404، 3277)، وابن ماجه (1892)، وغيرهم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وحسنه الترمذي، وصححه ابن الجارود (679)، وابن العربي في عارضة الأحوذي (3/ 27)، والنووي في شرح صحيح مسلم (6/ 160) وفي غيره، والذهبي في المهذب (3/ 1142)، وليس في شيء من روايات هذا الحديث ذكر الاستهداء. وانظر: مجموع الفتاوى (18/ 286 - 290) والسلسلة الضعيفة (6525)، وخطبة الحاجة للألباني.
(¬2) في الأصل وأغلب النسخ: "المنذر".
(¬3) "اليوم إلها" ساقطة من الأصل.
(¬4) رواه الترمذي (3483)، والدارمي في النقض على المريسي (1/ 227 - 228)، وابن =