كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقد استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من شرِّها عمومًا، ومن شر ما يتولد منها من الأعمال، ومن شر ما يترتب على ذلك من المكاره والعقوبات، وجمع بين الاستعاذة من شر النفس وسيئات الأعمال؛ وفيه وجهان:
أحدهما: أنه من باب إضافة النوع إلى جنسه، أي: أعوذ بك من هذا النوع من الأعمال ..
والثاني: أن المراد به عقوبات الأعمال التي تسوء صاحبها.
فعلى الأول: يكون قد استعاذ من صفة النفس وعملها.
وعلى الثاني: يكون قد استعاذ من العقوبات وأسبابها.
ويدخل العمل السيئ في شر النفس، فهل المعنى: ما يسوؤني (¬1) من جزاء عملي، أو من عملي السيئ؟
وقد يترجَّح الأول، فإن الاستعاذة من العمل السيئ بعد وقوعه إنما هي استعاذة من جزائه وموجَبه؛ وإلا فالموجود لا يمكن رفعه بعينه.
وقد اتفق السالكون إلى الله -على اختلاف طرقهم وتباين سلوكهم-
¬__________
= أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2355)، والبزار (3579، 3580)، والطبراني في الكبير (18/ 174)، وفي الأوسط (1985)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1184)، وغيرهم من طريق شبيب بن شيبة عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه، وفي إسناده ضعف وانقطاع، وأعلّ بالإرسال. قال الترمذي: "غريب"، وقال البزار: "اختلفوا في إسناده"، وقال الذهبي في العلو (ص 2): "شبيب ضعيف"، وصححه ابن القيم في الوابل الصيب (ص 411)، وحسنه ابن حجر في التهذيب (2/ 384)، وانظر: العلل الكبير للترمذي (ص 364).
(¬1) م: "يسرني"، تصحيف.

الصفحة 125