كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقال ميمون بن مِهران: "لا يكون العبد تقيًّا حتى يكون لنفسه أشدَّ محاسبةً من الشريك لشريكه" (¬1)، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوّان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
وقال ميمون بن مهران أيضًا: "إنّ المتقي أشدُّ محاسبةً لنفسه من سلطان عَاصٍ، ومن شريك شحيح" (¬2).
وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: "مكتوبٌ في حكمة آل داود: حقٌّ على العاقل أن لا يَغفُل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربَّه، وساعة يحُاسب فيها نفسَه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويَصْدُقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات، وإجمامًا للقلوب" (¬3).
¬__________
= (6)، والدينوري في المجالسة (1917، 2692)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 145 - 146)، من طرق عن الحسن.
(¬1) رواه وكيع في الزهد (239)، وابن أبي شيبة (7/ 195، 235)، وهناد في الزهد (1228)، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (7) عن جعفر بن برقان عن ميمون، ورواه ابن الجوزي في ذم الهوى (ص 43) من طريق وكيع ومن طريق ابن أبي الدنيا.
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (9) عن أبي موسى العبدي عن أبي المليح عن ميمون.
(¬3) رواه ابن البناء في الرسالة المغنية (19) من طريق أحمد، ولم أقف عليه عنده. ورواه ابن المبارك في الزهد (313)، وعبد الرزاق (11/ 21 - 22)، وهناد في الزهد (1226)، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (12)، وفي العقل (29)، والبيهقي في الشعب (4/ 164 - 165). ومن طريق عبد الرزاق رواه الخطابي في العزلة (ص 99)، ومن طريق ابن المبارك رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 220).

الصفحة 133