كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
قال أحمد: وحدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو هلال، حدثنا قتادة، قال: قال عيسى ابن مريم: "سلوني، فإني ليِّن القلب، صغير عند نفسي" (¬1).
وذكر أحمد أيضاً عن عبد الله بن رباح الأنصاري، قال: "كان داود ينظر أَغمص حلقةٍ في بني إسرائيل، فيجلس بين ظهرانيهم، ثم يقول: يا ربِّ! مسكين بين ظهراني مساكين" (¬2).
وذُكر عن عمران بن مُسْلِم القصير، قال: قال موسى: "يا رب! أين أبغيك! قال: ابْغِني عند المنكسرة قلوبهُم؛ فإني أدنو منهم كل يوم باعاً، ولولا ذلك انهدموا" (¬3).
وفي كتاب "الزهد" للإمام أحمد: "أن رجلاً من بني إسرائيل تعبَّد ستين سنة في طلب حاجة، فلم يظفر بها، فقال في نفسه: والله لو كان فيكَ خير لظفرتَ بحاجتك، فأُتي في منامه، فقيل له: أرأيت إزراءك على نفسِك تلك الساعة؟ فإنه خير من عبادتك تلك السنين" (¬4).
¬__________
(¬1) الزهد لأحمد (ص 59)، ورواه أيضاً (ص 58) عن الحسن بن موسى عن أبي هلال به، ورواه ابن جرير في تفسيره (18/ 192) عن بشر عن يزيد، والثعلبي في الكشف والبيان (6/ 215) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن سعيد عن قتادة به.
(¬2) لم أقف عليه من هذه الطريق، والذي في الزهد لأحمد (ص 73) عن يزيد بن هارون عن الجريري عن أبي السليل قال: كان داود النبي عليه السلام. . . وكذا ذكر إسناده ابن القيم في عدة الصابرين (ص 147).
(¬3) رواه عبد الله في زوائد الزهد (ص 75)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 177) عن سيار عن جعفر عن عمران القصير به.
(¬4) الزهد لأحمد (ص 97، 374 - 375)، ورواه أيضاً ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (60)، والخرائطي في اعتلال القلوب (38)، كلّهم من طريق عبد الحميد صاحب =