كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فوقهم" (¬1).
وقال الشعبي: "الله عز وجل أنزل الرحمة عليهم من فوقهم" (¬2).
وقال قتادة: "أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه، غير أنه لم يأتك من فوقك؛ لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله" (¬3).
قال الواحدي (¬4): وقول من قال: الأيمان كناية عن الحسنات، والشمائل كناية عن السيئات، حسنٌ؛ لأن العرب تقول: اجعلني في يمينك، ولا تجعلني في شمالك، تريد: اجعلني من المقدَّمين عندك، ولا تجعلني من المؤخَّرين، وأنشد لابن الدُّميْنة:
أَبِيني أفِي يُمْنى يَديْكِ جَعَلْتِنِي ... فَأَفْرَحَ أمْ صَيَّرْتِنِي في شِمالِكِ؟ (¬5)
[31 ب] وروى أبو عبيد عن الأصمعي: هو عندنا باليمين، أي: بمنزلةٍ حسنة، وبضد ذلك: هو عندنا بالشمال، وأنشد:
¬__________
(¬1) رواه ابن راهويه -كما في المطالب العالية (3011) - وابن جرير في تفسيره (12/ 341 - 342) من طريقين عن الحكم بن أبان عن عكرمة عنه، ولفظ الطبري: "ولم يقل: من فوقهم لأن الرحمة تنزل من فوقهم"، ومن طريق ابن راهويه رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (661)، وعزاه في الدر المنثور (3/ 427) لعبد ابن حميد.
(¬2) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (8262) من طريق مجاهد عنه.
(¬3) رواه ابن جرير في تفسيره (12/ 339) من طريق سعيد بن أبي عروبة عنه.
(¬4) في البسيط (9/ 54 - 56). وهو قول ابن الأنباري نقله الواحدي، ونقله الرازي أيضًا عن ابن الأنباري.
(¬5) انظر: ديوانه (ص 13 - 17)، وأمالي الزجاجي (ص 168).

الصفحة 179