كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فدلَّ على أن الشيء الذي هو في نفسه غير محرّم، إذا قُصدَ به أمر محرمٌ صار محرمًا.
واحتج أحمد على بطلان الحيل وتحريمها بلعنهِ - صلى الله عليه وسلم - للمحلّل (¬1)، وبقوله: "لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود؛ فتستحلوا محارم الله بأدنَى الحيل" (¬2).
واحتج على تحريم الحيل لإسقاط الشفعة بقوله: "فلا يحلّ له أن يبيع؛ حتى يُؤْذِنَ شريكه" (¬3).
واحتج ابن عباس وبعده أيوب السَّخْتياني (¬4)، وغيره من السلف بأن الحيل مُخادعة لله تعالى، وقد قال تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} [البقرة: 9]، قال ابن عباس: ومن يخادع الله يخدعه (¬5).
ولا ريب أن من تدبّر القرآن، والسّنّة، ومقاصد الشارع: جَزم بتحريم الحِيَل وبطلانها؛ فإن القرآن دلّ على أن المقاصد والنيّاتِ معتبرةٌ في التصرّفات والعادات، كما هي معتبرة في القربات (¬6) والعبادات، فتجعلُ (¬7) الفعل حلالًا أو حرامًا، وصحيحًا أو فاسدًا، وصحيحًا من وجه فاسدًا من
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) أخرجه مسلم (1608) عن جابر.
(¬4) تقدّم تخريجه.
(¬5) تقدم تخريجه.
(¬6) في الأصل: "التقربات".
(¬7) في الأصل: "فيجعل".