كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ورواية منصور عن مجاهد (¬1) وأبي رَوْق (¬2).
وقال السُّدي: "يقال للرجل إذا كان صالحًا: إنه لطاهرُ الثياب، وإذا كان فاجرًا: إنه لخبيثُ الثياب" (¬3). قال الشاعر:
لَا هُمَّ إنَّ عَامِرَ بن جَهْمِ ... أوْ ذَمَ حَجًّا في ثِيابٍ دُسْمِ (¬4)
يعني أنه متدنس بالخطايا، وكما وصفوا الغادر الفاجر بدَنَسِ الثوب، وصفوا الصالح بطهارة الثوب، قال امرؤ القيس:
ثِيابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ (¬5)
يريد أنهم لا يغدرون، بل يَفُون.
¬__________
= المنثور (8/ 326) لعبد بن حميد وابن المنذر. وانظر: الأوسط (2/ 136).
(¬1) رواية منصور عن مجاهد أخرجها ابن جرير في تفسيره (23/ 12)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 613)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 281). وعزا الأثر في الدر المنثور (8/ 326) لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر. وانظر: الأوسط (2/ 136).
(¬2) الذي في تفسير الثعلبي (10/ 69) وتفسير البغوي (8/ 264) رواية أبي روق هذا القول عن الضحاك.
(¬3) انظر: تفسير الثعلبي (15/ 69)، وتفسير البغوي (8/ 264)، وتفسير القرطبي (19/ 63).
(¬4) الرجز بلا نسبة في تهذيب اللغة (12/ 377، 15/ 29)، ومقاييس اللغة (2/ 276)، وأساس البلاغة (دسم)، واللسان (دسم، وذم). وأوذمَ أي أوجب على نفسه.
(¬5) عجزه: وأوجههم بيض المسافر غرّانُ.
انظر: ديوانه (ص 83)، ولسان العرب (ثوب، سفر، طهر، غرر).

الصفحة 89