كتاب تفسير القرآن العظيم - جزء عم
{أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} أي: التجئ واعتصم، وأعوذ برب الناس وهو الذي رباهم بنعمه وهو الله عز وجل.
{مَلِكِ النَّاسِ} أي: الملك الذي له السلطة العليا في الناس، والتصرف الكامل وهو الله عز وجل.
{إِلَهِ النَّاسِ} أي: مألوههم ومعبودهم الحق الذي يتوجهون إليه بأنواع العبادة، فالمعبود حقًا الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه.
وهذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل: الربوبية، والملك والإلهية فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه، وجميع الأشياء مخلوقة ومملوكة له، فأمر سبحانه المتعوذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات.
{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} هو الشيطان.
{الْخَنَّاسِ} الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل، وخنس: أي كف وأقصر.
{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} وسوسته هي الدعاء إلى طاعته بإيحاء خفي يصل إلى القلب من غير سماع صوت ويلقي أحاديث السوء في النفوس ثم بين سبحانه الذي يوسوس بأنه ضربان: جني أو إنسي.
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
{الْجِنَّةِ} أي: الجن.
والوساوس تكون من الجن، وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجني فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما يوحي بعضهم
الصفحة 182
184