كتاب تفسير القرآن العظيم - جزء عم

{وَهُوَ يَخْشَى} أي يخاف الله عز وجل بقلبه لعلمه بعظمته تعالى:
{فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} أي: تلهى وتنشغل عنه برؤساء القوم لعلهم يهتدون.
{كَلَّا} يعني لا تفعل مثل هذا، وهذه هي أول مرة يقال في القرآن للنبي - صلى الله عليه وسلم - كلا.
{إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} أي: الآيات القرآنية التي أنزلها الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - تذكر الإنسان بما ينفعه وتحثه عليه.
{فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} أي: فمن شاء ذكر ما نزل من الموعظة فاتعظ وعمل به ومن شاء لم يتعظ ولم يعمل
{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} أي: أن هذا الذكر الذي تضمنته هذه الآيات.
{فِي صُحُفٍ} معظمة مكرمة عند الله، والصحف جمع صحائف، والصحائف جمع صحيفة، وهي ما يكتب فيه القول.
{مَرْفُوعَةٍ} رفيعة القدر والرتبة عند الله.
{مُطَهَّرَةٍ} أي: منزهة لا يمسها إلا المطهرون، مصونة عن الشياطين والكفار.
{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} السفرة الكتبة، وهم الملائكة السفراء بين الله وبين عباده.
{كِرَامٍ} أي: كرام على ربهم، كرام في أخلاقهم، كرام في خلقتهم لأنهم على أحسن خلقة وعلى أحسن خلق، كثيرو الخير والبركة.
{بَرَرَةٍ} جمع بر، وهو كثير الفضل والإحسان.

الصفحة 36