كتاب تفسير القرآن العظيم - جزء عم

{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} البحار جمع بحر، وجمعت لعظمتها وكثرتها، هذه البحار العظيمة إذا كان يوم القيامة فإنها تسجر، أي توقد نارًا تشتعل نارًا عظيمة وحينئذ تيبس.
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} النفوس جمع نفس، والمراد بها نفوس الناس كلها فتزوج النفوس يعني يُضم كل صنف إلى صنفه، وقال الحسن، ألحق كل امرئ بشيعته: اليهود باليهود، والنصارى بالنصارى، والمجوس بالمجوس، والمنافقون بالمنافقين، ويلحق المؤمنون بالمؤمنين.
{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} الموؤدة: هي الأنثى تدفن حية تُسأل يوم القيامة سؤال تطييب لها وتبكيت لوائدها، وكانت العرب إذا ولدت لأحدهم بنت دفنها حية مخافة العار أو الفقر.
{بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} هل أذنبت؟ يوبخ قاتلها بسؤالها لأنها قتلت بغير ذنب فعلته.
{وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} الصحف جمع صحيفة، وهي ما يكتب فيه الأعمال، تنشر وتفتح وتعرض للحساب.
{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} هذه السماء العظيمة تكشط، يعني تزال عن مكانها.
{وَإِذَا الْجَحِيمُ} الجحيم اسم من أسماء النار، وسميت بذلك لبعد قعرها وظلمة مرءاها.
{سُعِّرَتْ} أي: أوقد عليها فاستعرت، والتهبت التهابًا لم يكن لها قبل ذلك.
{وَإِذَا الْجَنَّةُ} الجنة دار المتقين.
{أُزْلِفَتْ} يعني: قربت وزينت للمؤمنين.

الصفحة 45