كتاب تفسير القرآن العظيم - جزء عم

{الْكُنَّسِ} النجوم التي تدخل في النهار إذا طلع، كما يدخل الظبي في "كناسه" أي: بيته.
{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} أي: إذا أقبل بظلامه وقيل: أدبر.
{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} أي: طلع وأقبل بروح ونسيم، وعم بنوره الأرض، فيكون الله أقسم بالليل حال إقباله، وبالنهار حال إقباله.
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}.
{إِنَّهُ} أي: القرآن.
{لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} هو جبريل عليه الصلاة والسلام أشرف الملائكة عند الله تعالى، نزل به من الله تعالى، ووصفه الله بالكريم لكرم أخلاقه وكثرة خصاله الحميدة، فإنه أفضل الملائكة وأعظمهم رتبة عند ربه.
{ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْش مَكِينٍ}.
{ذِي قُوَّةٍ} وصفه الله تعالى بالقوة العظيمة والقدرة العالية.
{عِنْدَ ذِي الْعَرْش} أي: عند صاحب العرش وهو الله جل وعلا والعرش فوق كل شيء، وفوق العرش رب العالمين عز وجل.
{مَكِينٍ} أي ذي مكانة، أي أن جبريل عند الله ذو مكانة رفيعة وشرف عظيم.
{مُطَاعٍ} أي: جبريل مطاع في الملأ الأعلى هناك بين الملائكة يرجعون إليه ويطيعونه.
{ثَمَّ أَمِينٍ} وهو كذلك أمين على ما كلف به من الوحي, فلا يزيد ولا ينقص.

الصفحة 47