كتاب تفسير القرآن العظيم - جزء عم

يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}.
{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} انشقت: انفتحت وانفرجت وتصدعت وتقطعت وهذا من علامات القيامة.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} أذنت: بمعنى استمعت، وأطاعت أمر ربها عز وجل.
{وَحُقَّتْ} أي: حق لها أن تأذن، أي تسمع وتنقاد وتطيع.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} تأكيدًا لاستماعها لربها، واستسلامها وطاعتها له.
{وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} أي: بسطت ودكت جبالها حتى صارت قاعًا صفصفًا.
{وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} أي: جثث بني آدم تلقيها يوم القيامة، وخلت الأرض غاية الخلو حتى لم يبق شيء في بطنها.
{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} أذنت: يعني استمعت وأطاعت لربها مثلما أطاعت السماء لربها وحقت.
ثم ذكر الله عز وجل حال الإنسان وأنه جاهد ومجد في أعماله التي عاقبتها ونهايتها الموت فقال تعالى.
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ} المراد: جنس الإنسان الذي خلقه ربه بإحسان، وميزه بالعقل والإدراك.
{إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا} الكادح: هو الساعي بجد ونوع مشقة.

الصفحة 68