كتاب تفسير القرآن العظيم - جزء عم

{فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} بمعنى: عذبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات.
{ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} أي: ثم لم يرجعوا إلى الله من معصيته إلى طاعته.
{فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} لأنهم أحرقوا أولياء الله فكان جزاؤهم مثل عملهم جزاء وفاقًا.
{* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} بقلوبهم، وهم الذين آمنوا بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، فإن هذا هو الإيمان.
{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أي: عملوا الأعمال الصالحة بجوارحهم.
{لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.
{لَهُمْ جَنَّاتٌ} مَنْ جمع بين الإيمان وعمل الصالحات، لهم عند الله جنات متصفة بهذه الصفة.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} بعد البعث فإنهم يدخلون هذه الجنات التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
{مِنْ تَحْتِهَا} أي: من تحت أشجارها وقصورها.
{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ}.
{ذَلِكَ} المشار إليه الجنات وما فيها من النعيم.

الصفحة 76