كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وعمرت به قبور، وأزيل به أنس، واستجلبت به وحشة، و فسد به بين الابن
وأبيه، وغاض بين الاخ وأخيه (1)، و حال الصديق عدوا مبينا، ورد الغني
العزيز ذليلا مسكينا!
وكم فرق بين الحبيب وحبيبه، فأفسد عليه عيشته ونغص عليه حياته!
وكم جلا عن الاوطان! وكم سود من وجوه، وطمس من نور، وأعمى من
بصيرة، وأفسد من عقل، وغير من فطرة، وجلب من معرة، وقطعت به [من]
السبل، وعفت به [من] معالم الهداية، ودرلست به من اثار النبوة، وخفيت به
من طرق الرشاد، وتعطلت به من مصالح العباد في المعاش والمعاد!
وهذا وأضعافه ذرة من مفاسده وجناح بعوضة من مضاره ومقابحه (2)،
وإلا فما يجلبه من غضب الرحمن، وحرمان ا لجنان، وحلول دار الهوان،
أعظم من ذلك.
وهل ملئت الجحيم لا بأهل الكذب، الكاذبين على الله وعلى رسوله
وعلى دينه وعلى أوليائه، المكذبين با لحق حمية وعصبية جاهلية؟! وهل
عمرت ا لجنان إلا بأهل الصدق، الصادقين المصدقين با لحق؟!
قال تعا لى: <فمن أطلم ممن يدب كل الئه دت بالضذ إذ ضآ 5 ؤ
أليش فى جهنم مثوي لنبهفرين! والذي جاء بالصحدق وصدق به لا اولبك
هم انمنقون! لهم ما يشاء ون عند ربهم ذلك جز! المخسنين) [الزمر: 2 3
- 34].
(1) نقص ما بينهما من المودة.
(2) (ق، د): "ومصا لحه لما. وهو تحريف. وسقطت من (ت).
6 4 0 1

الصفحة 1046