كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
مقتضية لقبحه، وهذا هو عين الصواب لولا نكم لا تثبتون علته (1)،
وتصرحون بان الفرق بينهما سببه العادة والتربية و [لمنشا والتدين بشرائع
الانبياء، حتى لو فرض انتفاء ذلك لم يؤثر الرِجل الصدق على الكذب. وهل
في التناقض أقيح من هذا؟!
الوجه الثا ني والثلاثون! قولكم: "إن غاية هذا أن يدل على قبح الكذب
وحسن الصدق شاهدا، ولا يلزم منه حسنه وقبحه كائبا إلا بطريق قياس
الغائب على الشاهد، وهو باطل؛ لوضوح الفرق "، واستنادكم في الفرق إ لى
ما ذكرتم من تخلية الله بين عباده يموج بعضهم في بعض ظلما وافسادا،
وقبح ذلك شاهدا (2).
فيا لئه العجب! كيف يجوز العقل التزام مذهب يلتزم معه (3) جواز
الكذب على رب العالمين وأصدق الصادقين، و نه لا فرق أصلا بالنسبة إليه
بين الصدق والكذب، بل جو [ز الكذب عليه - سبحانه وتعا لى عما يقولون
علوا كبيرا - كجواز الصدق، وحسنه كحسنه؟!
وهل هذا إلا من أعظم الافك والباطل؟!
ونِسبته إلى الله تعا لى جوازا كنسبة ما لا يليق بجلاله إليه من الولد
والزوجة والشريك، بل كنسبة أنواع الظلم والشر إليه جوازا، تعا لى الله عن
ذلك علوا كبيرا، فمن أصدق من الله حديثا؟! ومن أصدق من الله قيلا؟!
(1) كذا في الاصول. ويمكن أن تقرأ: "تثبتون عليه ".
(2) انظر: (ص: 982).
(3) في الاصول: "ملتزم معه ". والمثبت اشبه.
8 4 0 1