كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وهل هذا الافك المفترى إلا رافع للوثوق بأخباره ووعده ووعيده،
وتجويز عليه وعلى كلامه ما هو من قيح القبائح التي يتنزه عنها بعض
عبيده، ولا تليق به، فصلا عنه سبحانه؟!
فلو لتزمتم كل إلزام يلزم مثبتي (1) الحسن والقبح العقليين لكان أسهل
من لتزام هذا الإد التي تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر
ا لجبال هدا،
ولا نسبة في القبح بين الولد والشريك والزوجة وبين الكذب، ولهذا فطر
الله عقول عباده على الإزارء والذم والمقت للكاذب دون من له زوجة وولد
وشريك؛ فتنزه أصدق الصادقين عن هذا القبيح كتنزهه عن الولد والزوجة
والشريك، بل لا يعرف أحد من طوائف العالم جوز الكذب على الله؛ لما فطر
الله عقول البشر وغيرهم على قبحه ومقت فاعله وخسته ودناءته، ونسبت إليه
طوائف المشركين الشريك والولد لما لم يكن قبحه عندهم كقبح الكذب.
وكفى بمذهب بطلانا وفسادا هذا القول العظيم والإفك المبين لازمه،
ومع هذا فأهله لا يتحاشون من آلتزامه!! فلو لتزم القائل أي مذهب أللزم (2)
كان خيرا له من هذا.
ونحن نستغفر الله من التقصير في رد هذا المذهب القبيح، ولكن ظهور
قبحه للعقول والفطر أقوى شاهد على رده وابطاله، ولقد كان كافينا من رده
نفس تصويره وعرضه على عقول الناس وفطرهم.
(1) (د، ق): "كل الذم بلزوم مسمى أ. (ت): "كل اللزوم بلزوم مسمى إ. وهو تحريف
عن المثبت.
(2) في الاصول: "ان يذهب الذم ". ولعل الصو ب ما اثبت.
9 4 0 1

الصفحة 1049