كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

و 1 لغايات المطلوبة والمواقب المحمودة التي لأجلها نزل كتبه، و رسل
رسله، وشرع شرائعه، وخلق الجنة والنار، ووضع الثواب والعقاب، لا
تحصل (1) إلا بإقدار العباد على ا لخير والشر، و تمكينهم من ذلك،
وإعطائهم (2) الاسباب والالات التي يتمكنون بها من فعل هذا وهذا.
فلهذا حسن منه تبارك وتعالى التخلية بين عباده وبين ما هم فاعلوه،
وقبح من أحدنا أن يخلي بين عبيده وبين الافساد وهو قادر على منعهم، هذا
مع أنه سبحانه لم يخل بينهم، بل منعهم منه، وحرمه عليهم، ونصب لهم
العقوبات الدنيوية والاخروية على القبائح، و حل بهم من بأسه وعذابه
وانتقامه (3) ما لا يفعله السيد من المخلوقين بعبيده ليمنعهم ويزجرهم.
فقولكم: "انه خفى بين عباده وبين إفساد بعضهم بعضا وظلم بعضهم
بعضا" كذب عليه، فإنه لم يخل بينهم شرعا ولا قدرا، بل حال بينهم وبين
ذلك شرعا تم حيلولة، ومنعهم قدرا بح! سب ما تقتضيه حكمته الباهرة
وعلمه المحيط، وخلى بينهم وبين ذلك بحسب ما تقتضيه حكمته وشرعه
ودينه.
فمنعه سبحانه لهم وحيلولته بينهم وبين الشر أعظم منتخليته، و 1 لقدر
الذي خلأه بينهم في ذلك هو ملزوم أمره وشرعه ودينه؛ فالذي فعله في
الطرفين غاية الحكمة و 1 لمصلحة، ولا نهاية فوقه لاقتراح عقل.
(1) مهملة في (د)، وفي طرتها: "لعله: وذلك ". (ق): "وذلك لا يحصل ". وهو خطا،
سببه توفم أن قوله: "و 1 لغايات المطلوبة " معطوف على "الملك و 1 لحمد"ه
(2) (ق): "فأعطاهم ".
(3) (ت): "وعقابه ".
1056

الصفحة 1056