كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ودين واجب لهم يستحقونه عليه، ويعاقبهم عدلا وحكمة، لا تشفيا ولا
مخافة ولا ظلما كما يعاقب الملوك وغيرهم، بل هو على الصراط المستقيم،
وهو صراط العدل والاحسان في أمره ونهيه وثوابه وعقابه.
فتأمل ألفاظ هذه الاية، وما جمعته من عموم القدرة وكمال الملك،
ومن تمام الحكمة و لعدل والاحسان، وما تضمنته من الرد على الطائفتين،
فانها من كنوز القران، ولقد كفت وشفت لمن فتح عليه بفهمها (1).
فكونه تعالى على صراظٍ مستقيم ينفي ظلمه للعباد وتكليفه إياهم ما لا
يطيقون، وينفي العبث (2) من أفعاله وشرعه، ويثبت لها غاية ا لحكمة
والسداد؛ ردا على منكري ذلك.
وكون كل دائة تحت قبضته وقدرته، وهو اخذ بناصيتها، ينفي أن يقع في
ملكه من أحد من المخلوقات شيء بغير مشيئته وقدرته، و ن من ناصيته بيد
الله وقي قبضته لا يمكنه أن يتحرك إلا بتحريكه، ولا يفعل إلا بإقداره، ولا
يشاء إلا بمشيئته تعا لى؛ ردا على منكري ذلك من القدرية.
فالطائفتان ما وفوا الاية معناها، ولا قدروها حق قدرها، فهو سبحانه
على صراط مستقيم في عطائه ومنعه، وهدايته واضلاله، وفي نفعه وضره،
وعافيته وبلائه، واغنائه وإفقاره، واعزازه وإذلاله، وإنعامه وانتقامه، وثوابه
وعقابه، واحيائه واماتته، و مره ونهيه، وتحليله وتحريمه، و في كل ما يخلق
وكل ما يامر به.
(1) (ت):"تفهمها) ".
(2) مهملة في (د). (ت، ق): " العيب ". وهو تحريف. فالعبث تقابله الحكمة، والعيب
يقابله الكمال. وياتي كثيرا في كتب المصنف.
9 5 0 1