كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الثالث: أنه قال: <نحؤف علتهم ولا هتم ئحزدؤن! أؤلعك أ! ب
تجئة خلدين يخهاجزاءآبماكانو يعملون)، فدل على ن كل من لا خوف عليه ولا
حزن فهو من أهل ا لجنة.
وقد تقدم في أول الايات قوله تعالى: <فمن تبع هداى فلاخوئ علب! م
ولاهم ثحزنون)، و نه متناول للفريقين، ودلت هذه الاية على أن من لا خوف
عليه ولا حزن فهو من اهل ا لجنة.
العاشر: أنه إذا دخل مسيئهم النار بعدل الله، فدخول محسنهم ا لجنة
بفضله ورحمته أولى؟ فإن رحمته سبقت غضبه، والفضل أغلب من العدل.
ولهذا لا يدخل النار إلا من عمل أعمال أهل النار، و ما الجنة فيدخلها
من لم يعمل خيرا قط (1)، بل ينشىء لها قواما يسكنهم إياها من غير عمل
عملوه، ويرفع فيها درجات العبد من غير سعي منه، بل بما يصل إليه من
دعاء المؤمنين وصلاتهم وصدقتهم و عمال البر التي يهدونها إليه (2)،
بخلاف النار (3) فإنه لا يعذب فيها بغير عمل أصلا.
وقد ثبت بنص القران وإجماع الامة أن مسيء ا لجن في النار بعدل الله
وبما كانوا يكسبون، فمحسنهم في الجنة بفضل الله وبما كانوا يعملون.
لكن قيل: إنهم يكونون في ربض ا لجنة، يراهم أهل الجنة ولا يرونهم،
(1) انظر: " التوحيد" لابن خزيمة (2/ 732).
(2) انظر: " التقريب لعلوم ابن القيم " (172).
(3) (ن، ح): "اهل لنار) ". وهو خطا.
106