كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وهذه المعرفة بادده لا تكون إلا للأنبياء ولورثتهم.
ونظير هذه الاية قوله تعا لى: < و! رب الله مملأ زجلين أحدهضآ أئى
لا! در فى شى/ وهو! لعك مؤلنه إشما يوجهه لا يأت بخئر هل! شوي
هو ومن يآمر بالدل! وهو فى صزط! تمتقيم > [النحل: 76]، فا لمثل الاول
للصنم وعابديه، والمثل الثاني ضربه الله تعا لى لنفسه، وأنه يأمر بالعدل وهو
على صراظٍ مستقيم، فكيف يسوى بينه وبين الصنم الذي له مثل السوء؟!
فما فعله الرب تبارك وتعا لى مع عباده هو غاية ا لحكمة والاحسان
والعدل، في إقدارهم واعطائهم ومنعهم وأمرهم ونهيهم.
فدعوى المدعي أن هذا نظير تخلية السيد بين عبيده وإمائه يفجر
بعضهم ببعض، ويسبي بعضهم بعضا، أكذب دعوى وأبطلها، و لانرق بينهما
أظهر وأعظم من أن يحتاج إلى ذكره والتنبيه عليه.
وا لحمد لله الغني ا لحميد؛ فغناه التام فارق، وحمده وملكه (1)، وعزته
وحكمته، وعلمه واحسانه، وعدله ودينه، وشرعه وحكمه، وكرمه و محبته
للمغفرة و لعفو عن ا لجناة، والصفح عن المسيئين، وتوبة التائبين، وصبر
الصابرين، وشكر الشاكرين، الذين يؤثرونه على غيره، ويتطلبون مراضيه،
ويعبدونه وحده، ويسيرون في عبيده بسيرة العدل والاحسان والنصائح،
و يجاهدون أعداءه، فيبذلون دماءهم وأموالهم في محبته ومرضاته، فيتميز
الخبيث من الطيب، ووليه من عدوه، ويخرج طيبات هؤلاء وخبائث أولئاش
إ لى الخارج، فيترتب عليها اثارها المحبوبة للرب تعا لى من الثواب
والعقاب، والحمد لاوليائه، والذم لاعدائه.
(1) اي: وكذا حمده وملكه فارق بين فعل الله تعا لى وفعل السيد في المثل المتقدم.
0 6 0 1