كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وقد نبه تعالى على هذه الحكمة في كتابه في غير موضع، كقوله تعالى:
< ماكان لله ليذر لمومنين عك ما أنتم علئه حئئ يميز الخبيث من الظئمب وماكان الله
ليطلعكنم على الغيف ولبهن الله مجيى من زس! - من يشا! [ال عمران: 79 1].
وهذه الاية من كنوز القران؛ نبه فيها على حكمته تعا لى المقتضية (1)
تمييزالخبيث من الطيب، وأن ذلك التمييز لا يقع إلا برسله، فاجتبى منهم
من شاء و رسله إلى عباده، فتميز برسالتهم الخبيث من الطيب، والولي من
العدو، ومن يصلح لمجاورته وقربه وكرامته ممن لا يصلح إلا للوقود.
وقي هذا تنبيه على الحكمة في إرسال الرسل، و نه لا بد منه، و ن الله
تعالى لا يليق به الاخلال به، و ن من جحد رسالة رسله فما قدره حق قدره،
ولا عرفه حق معرفته، ونسبه إلى ما لا يليق به؛ كما قال تعا لى: <وماقدروأ الله
حق قذره د تا لوا ما أنزل الله على بشرمن شئء> [الانعام: 1 9].
فتأمل هذا الموضع حق التأمل، وأعطه حظه من الفكر، فلو لم يكن في
هذا الكتاب سواه لكان من أجل ما يستفاد، والله ا لهادي إلى سبيل الرشاد.
الوجه السادس والثلالون: قولكم: "إن الإغراق والإهلاك يحسن منه
تعالن، وهو أقبح شيء منا، فكيف يدعون حسن إنقاذ الغرقى عقلا. . ." (2)
إ لى اخره= كلام فاسد جدا؛ فان الاغراق والاهلاك من الرب تعا لى لا يخرج
قط عن المصلحة والعدل والحكمة.
(1) (ت):"المفضية".
(2) انظر: (ص: 982).
1061