كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

الوجه الثامن والثلالون: قولكم: "الفعلان من حيث الصفات النفسية
واحد، فكيف يقبح احد هما من فاعل ويحسن الاخر من فاعل " (1).
فيقال: هذا في البطلان والفساد من جنس ما قبله وأبطل، وهو بمنزلة
أن يقال: القتل من المعتدي ومن المقتص من حيث الصفات النفسية
واحد، فكيف يقيح أحدهما ويحسن الاخر؟ إ (2)، وبمنزلة أن يقال: الستجود
لله والسجود للصنم واحد من حيث الصفات النفسية، فكيف يقبح أحدهما
ويحسن الاخر؟! وهل في الباطل ابطل من هذا الوهم؟!
فما جعل الله ذلك واحدا أصلا، وليس إماتة الله لعبده مثل قتل المخلوق
له، ولا إجاعته وإعراوه وابتلاوه مساويا قي الصفات النفسية لفعل المخلوق
با لمخلوق ذلك، ودعوى التساوي كذب وباطل، فلا أعطم من التفاوت
بينهما، وهل يستوي عند العقل والفطرة فعل الله وفعل المخلوق؟!
فيا لله العجب! ن تناولهما سم الفعل المشترك صارا سواء في
الصفات النفسية، أترى (3) حصل لهما هذا التساوي من جهة الفعلين،
والذي أوجب هذا ا لخيال الفاسد أ تحاد المحل وتعلق الفعلين يه، وهل يدل
هذا على ستواء الفعلين في الصفات النفسية؟!
ولقد وهت أركان مسألة بنيت على هذا الشفا، فإنه شفا جرف هار، والله
المستعان.
(1) انظر: (ص: 983).
(2) من قوله: "فيقال .. ." إلى هنا ساقط من (ق).
(3) غير محررة في (د)، رسمها ابن بردس رسما على عادته في المشكلات.
4 6 0 1

الصفحة 1064