كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
الوجه التاممع والثلاثون: قولكم: "مواجب العقول في أصل التكليف
متعارضة الأصول " (1).
فيقال: معاذ الله من تعارضها (2)، بل هي متفقة الاصول، مستقر حسنها
في العقول والفطر، مركوز ذلك فيها، فما شرع الله شيئا فقال العقل السليم:
ليته شرع خلافه. بل هي متعارضة بين العقل و 1 لهوى، فالعقل يقتضي حسنها
ويدعو إليها، ويامر بمتابعتها جملة في بعضها وجملة وتفصيلا في بعض،
والهوى والشهوة قد يدعوان غالبا إلى خلافها.
فالتعارض واقع بين مواجب العقول ومواجب الهوى، وما جعل الله في
العقل ولا في الفطرة استقباح ما مر به، ولا استحسان ما نهى عنه، وان مال
الهوى إلى خلاف أمره ونهيه فالعقل حينئذ يكون ماسورا (3) مع الهوى،
مقهورا في قبضته، وتحت سلطانه.
الوجه الأربعون: قولكم: "نطالبكم بإظهار وجه الحسن في أصل
التكليف والايجاب عقلا وشرعا" (4).
فيقال: يا لله العجب! أ يحتاج أمر الله تعا لى لعباده بما فيه غاية صلاحهم
وسعادتهم في معاشهم ومعادهم، ونهيه لهم عما فيه هلاكهم وشقاؤهم في
(1) "نهاية الاقدام " (384). وتحرف العص في الاصول إ لى: "فواجب العقول في اصل
التكليف معارضة الاصول ".
(2) (ت): "معارضتها!. (ق، د): " تعارضهما". وهو تحريف.
(3) (ق، د): "مامورا". (ت): "مكنوزا". وا لمثبت اشبه بالصواب. انظر: " طريق
الهجرتين " (1 4 4).
(4) " نهاية الاقدام " (384).
1065