كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

معاشهم ومعادهم، إلى المطالبة بحسنه؟! ثم لا يقتصر على المطالبة بحسنه
عقلا حتى يطالب بحسنه عقلا وشرعا!
فأي حسن لم يأمر الله به ويستحبه (1) لعباده ويندبهم إليه؟! و ي حسن
فوق حسن ما أمر به وشرعه؟! وأي قبيح لم ينه عنه ولم يزجر عباده عن
آرتكابه؟! وأي قبح فوق قبح ما نهى عنه؟!
وهل في العقل دليل أوضح من علمه بحسن ما أمر الله به من الايمان
والاسلام والاحسان، وتفاصيلها: من العدل، والاحسان، وإيتاء ذي القربى،
و نواع البر والتقوبد، وكل معروف تشهد الفطر والعقول به: من عبادته وحده
لا شريك له على كمل الوجوه و تمها، والإحسان إلى حلقه بحسب
الامكان؟!
فليس في العقل مقدمات هي أوضح من هذا المستدل عليه فيجعل
دليلا له.
وكذلك ليس في العقل دليل أوضح من قبح ما نهى عنه من الفواحش ما
ظهر منها وما بطن، والاثم والبغي بغير الحق، والشرك بالله - بأن يجعل له
عديل من خلقه فيعبد كما يعبد، ويحب كما يحب، ويعظم كما يعظم -،
ومن الكذب على الله وعلى أنبيائه وعباده المؤمنين، الذي فيه خراب العالم
وفساد الوجود.
قاي عقل لم يدرك حسن ذاك وقبح هذا فاحرى أن لا يدرك الدليل على
ذلك!
(1) (ت):"وسشحسنه".
1066

الصفحة 1066