كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
الوقاحة ومفارقة الانسانية.
وما نظير مطالبتكم هذه إلا مطالبة من يقول: نحن نطالبكم بإظهار وجه
المنفعة في خلق الماء والهواء والرياج والتراب، وخلق الاقوات والفواكه
والانعام، بل في خلق الاسماع والابصار والالسن والقوى والاعضاء التي
في العبد؛ فإن هذه أسباب ووسائل ووسائط، وأما أمره وشرعه ودينه فكماله
غاية وسعادة في المعاش والمعاد، ولا ريب عند العقلاء ان وجه الحسن فيه
أعظم من وجه الحسن في الامور الحسية، وان كان الحس (1) هو الغالب
على الناس، وانما غاية أكثرهم إدراك الحسن والمنفعة في الحسيات،
وتقديمها وإيثارها على مدارك العقول والبصائر؛ قال تعالى: <ولبهن أكنر
الناس لايغلموت! يغلص طهرا من الحيؤة ا لديخاوهتم عن الأخرصهمغفلون > [الروم:
ولو ذهبنا نذكر وجوه المحاسن المودعة في الشريعة لزادت على
الالوف، ولعل الله ان يساعد بمصنف في ذلك (2)، مع أن هذه المسألة بابه
وقاعدته التي عليها بناوه ه
الوجه الثا ني والأربعون: قولكم: "إنه سبحانه لا يتضرر بمعصية العبد،
ولا ينتفع بطاعته، ولا تتوقف قدرته قي الاحسان على فعل يصدر من العبد،
بل صدما أنعم عليه أبتداء فهو قادز على أن ينعم عليه بلا توسط عمل " (3).
(1) (ت): " ا لحسن ". وهو تحريف.
(2) لعله لم يتيسر له، إذ لم أر له ذكرا عند مترجميه. وانظر: " بدائع لفوائد" (670)،
و"ابن القيم " للشيخ بكر (95 2).
(3) انظر: (ص: 983).
1068