كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

الوجه الرابم والاربعون: أن قدرته على الشيء لا تنفي حكمته ا لمانعة من
وجوده؛ فإنه تعا لى يقدر على مقلم ورات تمنع بحكمته، كقدرته على قيام الساعة
الان، وقدرته على إرسال الرسل بعد النبي ءشيبم، وقدرته على إبقائهم بين ظهور
الامة إلى يوم القيامة، وقدرته على إماتة إبليس وجنوده هاراحة العالم منهم.
وقد ذكر سبحانه في القران قدرته على ما لا يفعله لحكمته في غير
موضع؛ كقوله تعا لى: < قل هو القادرعلى+ أن يتبث عليهغ عذابامن فوقكغ أو من تخت
أضجلكئم > [الانعام: ه 6]، وقوله تعا لى: <وأنزلنا من ا لسما با يم بقد 2 فاشكته فى الارضط
ل! ناعلى ذهابلهه لقدررن) [ا لمؤمنون: 8 1]، وقوله: < ئحسب ا فيلن! ئن ا لن نجع عظامه،
! بلى ئدرين على+ان ثنسوى نجانه، > [دقيامة: 3 - 4]، أي: نجعلها كخف البعير صفحة
واحدة، وقوله تعا لى: < ولوشتنا لأ طناص نفس هدفها وبلبهن حق ا لقول منى>
[السجدة: 3 1]، وقوله: <ولو شا رفي لأمن من فى آ لارض! جميعا > [يونس:
99]، وقوله: <ولوشآء ربك لجعل لناس انة رصدير) [هود: 18 1].
فهذه وغيرها مقدورات له سبحانه، هانما متنعت لكمال حكمته، فهي
التي آقتضت عدم وقوعها، فلا يلزم من كون الشيء مقدورا ان يكون حسنا
مواففا للحكمة.
وعلى هذا، فقدرته تبارك وتعا لى على ما ذكرتم لا تقتضي حسنه
وموافقته لحكمته، ونحن إنما نتكلم معكم في الثاني لا في الاول، فالكلام
في الحكمة ومقتضى (1) الحكمة و [لعناية غير (2) الكلام في المقدور،
(1) (ت، ق): "يقتضى) ". واهملت في (د). ولعل الاقرب ما ائبت.
(2) رسمها ابن بردس في (د) رسما بلا إعجام، فرابني صنيعه.
0 7 0 1

الصفحة 1070