كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
أن يكون على غير هذا الوجه، فإنه يكون باطلا وعبثا، فتعا لى الله عنه لمنافاته
إلهيته وحكمته وكمال ملكه وحمده (1).
وقال تعا لى: < إن فىطق السموات و لأرض واختنف اثيل والنهار فيسز
لأؤلي الأ لئب! الذين يذكرون الله ميما وقعوذاوغى جنوبهخ رنرون
في طق ا! ؤت و لأرض ربخا ما خلقت هذا بخطلا سبخنك فمنا عذابالئار) [آل
عمران: 0 9 1 - 1 9 1].
وتأمل كيف أخبر سبحانه عنهم (2) بنفي الباطلية عن حلقه (3)، دون
إثبات الحكمة؛ لأن نفي الباطل (4) على سبيل العموم والاستغراق أوغل في
المعنى المقصود و بلغ من إثبات الحكم؛ لان بيان جميعها لا تفي به أفهام
الخليقة، وبيان البعض يؤذن بمناهي الحكمة، ونفي البطلان والخلو عن
ا لحكمة والفائدة يفيد أن كل جزء من أجزاء العا لم علويه وسفليه متضمن
لحكم جمة وايات باهرة.
ثم أخبر سبحانه عنهم بتنزيهه عن الخلق باطلا خلوا عن الحكمة، ولا
معنى لهذا التنزيه عند النفاة؛ فإن الباطل عندهم هو المحال لذاته، فعلى
قولهم نزهوه عن المحال لذاته الذي ليس بشيء، كا لجمع بين النقيضين،
وكون الجسم الواحد لا يكون في مكانين. ومعلوم قطعا أن هذا ليس مراد
(1) انظر: "مدارج السالكين " (1/ 98)، و"طريق الهجرتين " (522)، و"شفاء العليل"
(5 5 5)، و"روضة ا لمحبين " (95).
(2) في الاصول: "عنه ". وستاتي على الصواب بعد قليل.
(3) (ت): "فتامل كيف أخذ سبحانه ينفي الباطلية عن خلقه ".
(4) (ق): "لان بيان نفي الباطل ".
1073