كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
اعبد؟! " (1)
حتى إنه لو قدر انه لم يرسل رسله ولم ينزل كتبه لكان في الفطرة
والعقل ما يقتضي شكره وإفراده بالعبادة، كما [ان] فيهما ما يقتضي تناول
المنافع واجتناب المضار، ولا فرق بينهما في الفطرة والعقل؛ فان الله فطر
خليقته على محبته والاقبال عليه، وابتغاء الوسيلة إليه، وأنه لا بدء على
الاطلاق أحب إليها منه، وإن فسدت فطر اكثر الخلق بما طرا عليها مما
اقتطعها واجتالها عما خلق فيها، كما قال تعا لى: < فاق! وتجهك للدين حنيفاح
فظرت لله لتىفطر لناس علحها) [الروم: 30].
فبين سبحانه أن إقامة الوجه - وهو إخلاص القصد، وبذل الولممع لدينه،
المتضمن محبته وعبادته، حنيفا، مقبلا عليه، معرضا عما سواه - هو فطرته
التي فطر عليها عباده، فلو خلوا ودو [عي فطرهم لما رغبوا عن ذلك، ولا
اختاروا سواه، ولكن غيرت الفطر وافسدت، كما قال النبي! يم: "ما من
مولود إلا يولد على الفطرة، فابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تنتج
البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ حتى تكونوا أنتم
تجدعونها" (2)، ثم يقول أبو هريرة: اقرووا إن شئتم: <فظرت لله التى فطر
لناس علئها لا لبذيل لخلق الله ج ذ لف ألذدرر أقيم ولبهرر أتحز ألثس
لا يعدون!! منيبين إلثه واتقوه > [الروم: 30 - 31].
(1) نقله وهب بن منبه عن الزبور. انظر: " قوت القلوب " (2/ 1 1 1)، و" الاحياء"
(4/ 2 0 3).
(2) اخرجه البخاري (1358)، ومسلم (658 2).
78 0 1