كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

و<منيبين > نصب على الحال من المفعول، أي: فطرهم منيبين إليه.
والانابة إليه تتضمن الاقبال عليه بمحبته وحده والاعراض عما سواه.
وفي "صحيح مسلم " (1) عن عياض بن حمار، عن النبي! و قال: "إن
الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في مقامي هذا - أنه قال -: كل
مالن نحلته عبدا فهو له حلال، وا ني خلقت عبادي حنفاء فأتتهم الشياطين
فاجتالتهم عن دينهم، وأمرتهم أن ينتركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وحرمت
عليهم ما أحللت لهم"، فاخبر سبحانه انه إنما حلق عباده على الحنيفية
المتضمنة لكمال حبه، والخضوع له، و 1 لذل له، وكمال طاعته وحده دون
غيره.
وهذا من الحق الذي خلقت له، وبه قامت السموات والارض وما
بينهما، وعليه قام العا لم، ولاجله حلقت الجنة والنار، ولاجله أرسل رسله
و نزل كتبه، ولاجله أهلك القرون التي خرجت عنه واثرت غيره.
فكونه سبحانه اهلا ان يعبد (2) ويحب ويحمد ويثنى عليه امر ثابت له
لذاته، فلا يكون إلا كذلك، كما نه الغني القادر الحي القيوم السميع البصير،
فهو سبحانه الاله الحق المبين، والاله هو الذي يستحق أن يؤله محبة
وتعظيما، وخشية وخضوعا، وتذللا وعبادة، فهو الاله ا لحق ولو لم يخلق
حلقه، وهو الاله الحق ولم لم يعبدو 5.
فهو المعبود حقا، الاله حقا، المحمود حقا، ولو قدر أن حلقه لم يعبدو 5
(1) (2865). وفي سياق المصنف تصرف يسير واختصار.
(2) (ت): " فانه سبحانه اهل ان يعبد".
1079

الصفحة 1079