كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

إليه مسراهم، وإنما يحمد القوم السرى عند الصباح، فدينهم دين الح! ث،
وهو الدين الذي لا إكراه فيه، وسيرهم سير المحبين، وهو السير الذي لا
وقفة تعتريه.
إ ني أدين بدين الحب ويحكم فذاك ديني ولا إكراه في الدين
ومن يكن دينه كرها فليس له إلا لعناء وإلا السير في الطين
وما ستوى سير عبد في محبته وسير خال من الاشواق في دين
فقل لغير أخي الاشواق ويحك قد غبنت حظك (1) لا تغتر بالذون
نجائب الحب تعلو بالمحب إلى اعلى المراتب من فوق السلاطين
و طيب العيش في الدارين قد رغبت عنه التجار فباعت بيع مغبون
فإن ترد علمه فاقراه ويحك في آيات طه وفي آيات ياسين (2)
ولا ريب ان كمال العبودية تابع لكمال المحبة، وكمال المحبة تابع
لكمال المحبوب في نفسه، والله سبحانه له الكمال المطلق التام من كل
وجه، الذي لا يعتريه توهم نقراصلا (3)، ومن هذا شاع! نه فإن القلوب لا
يكون شيء احب إليها منه ما دامت فطرها وعقولها سليمة، وإذا كان (4)
احب الأشياء إليها فلا محالة ان محبته توجب عبوديته وطاعته، وتتئع
مرضاته، و ستفراغ ا لجهد في التعبد له و لإنابة إليه.
(1) (ت):"حقك ".
(2) البيت الاول لابن رشيق، في " ا لحماسة المغربية " (0 4 0 1). وتتمة الابيات اظعها من
نسج المصنف.
(3) (ت): "لا يعتريه توهم ولا نقص اصلا)].
(4) في الاصول: "كانت ". وهو تحريف.
1 8 0 1

الصفحة 1081