كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وهذا مطرد في جميع انواع العبودية التي على القلب وا لجوارح:
* فعلم العبد بتفرد الرب تعا لى بالضر و لنفع، و لعطاء والمنع، والخلق
والرزق، والاحياء والاماتة - يثمر له عبودية التوكل عليه باطنا، ولوازم
التوكل وثمراته ظاهرا.
* وعلمه بسمعه تعا لى وبصره وعلمه (1)، وانه لا يخفى عليه مثقال ذرة
في السموات ولا في الارض، وأنه يعلم السر واخفى، ويعلم خائنة الاعين
وما تخفي الصدور= يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطرات قلبه عن كل ما
لا يرضي الله، وأن يجعل تعلق هذه الاعضاء بما يحبه الله ويرضاه؛ فيثمر له
ذلك ا لحياء باطنا، ويثمر له ا لحياء اجتناب المحرماب والقبائح.
* ومعرفته بغناه وجوده، وكرمه وبره، واحسانه ورحمته = توجب له
سعة الرجاء، ويثمر له ذلك من انواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب
معرفته وعلمه.
* وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزه تثمر له الخضوع (2)
والاستكانة و 1 لمحبة، وتثمر له تلك الاحوال الباطنة انواعا من العبودية
الظاهرة هي موجباتها.
* وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العلى يوجب له محبة خاصة
تثمر له (3) انواع العبودية.
(1) "وعلمه" ليست في (ت).
(2) (ت): "الخضوع له".
(3) في الاصول: "بمتزلة ". وهو تحريف.
86
10

الصفحة 1086