كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
خلدين يخها نغم أتجر لفملين) [العنكبوت: 58].
وهذا في القرآن كثير، يبين ن الجنة ثوابهم وجزاوهم، فكيف يقال: لا
تكون نعمه ثوابا على الاطلاق؟! بل لا تكون نعمه تعا لى في مقابلة الاعمال
و [لاعمال ثمنا لها؛ فانه لن يدخل احد الجنة عمله، ولا يدحلها حا إلا
بمجرد فضل الله ورحمته.
وهذا لا ينافي ما تقدم من النصوص؛ فانها إنما تدل على أن الاعمال
أسباب لا أعواض و ثمان، والذي نفاه النبي! ك! ي! من الدخول بالعمل هو نفي
ستحقاق العوض ببذل عوضه؛ فالمثبت باء السببية، والمنفي باء المعاوضة
والمقابلة. وهذا فصل الخطاب في هذه المسألة (1).
والقدرية الجبرية تنفي باء السببية جملة، وتنكر أن تكون الاعمال سببا
في النجاة ودخول ا لجنة، وتلك النصوص و ضعافها تبطل قولهم.
والقدرية النفاة تثبت باء المعاوضة و لمقابلة، وتزعم أن الجنة عوض
الاعمال، وأنها ثمن لها، و ن دخولها إنما هو بمحض الاعمال، والنصوص
النافية لذلك تبطل قولهم.
والعقل والفطر تبطل قول الطائفتين، ولا يصح في النصوص والعقول
إلا ما ذكرناه من التفصيل، وبه يتبين أن الحق مع الوسط بين الفرق في جميع
المسائل، لا يستثنى من ذلك شيء، فما ختلفت الفرق إلا كان الحق مح
الوسط (2).
(1) انظر ما مضى (ص: 21) و لتعليق عليه.
(2) والقول الصواب في مسائل النزاع هو الوسط بين طرفين متباعدين، كما قال المصنف-
1 9 0 1