كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وكل من الطائفتين معه حق وباطل:
فأصاب الجبرية في نفي المعاوضة، و خطؤوا في نفي السببية.
وأصاب القدرية في إثبات السببية، و خطؤوا في إثبات المعاوضة.
فإذا ضممت أحد نفيي الجبرية إلى أحد إثبا تي القدرية، ونفيت
باطلهما؛ كنت أسعد بالحق منهما.
فإن أردتم بأن نعمه لا تكون ثوابا هذا القدر، وأنها لا تكون عوضا، بل
هو المنعم بالأعمال والثواب، وله المنة في هذا وهذا، ونعمته (1) بالثواب
من غير ستحقاق ولا ثمنن يعاوض عليه، بل فضل منه واحسان- فهذا هو
الحق، فهو المان بهدايته للايمان، وتيسيره للأعمال، واحسانه با لجزاء، كل
ذلك! جرد منته وفضله؛ قال تعالى: < يمنون عليك أن سلموا قل لا تمنو عك
تمنمكو بل الئه يمن علتكر أن هد لاك! ل! يمن إلىبهنتوصحدقين > [ا لحجرات: 7 1].
الوجه التاسع والأربعون: قولكم: "وإذا تعارفر في العقول هذان
الأمران، فكيف يهتدي العقل ا لى آختيار أحد هما؟ إ) " (2).
قلنا: قد تبين - بحمد الله - أنه لا تعارض في العقول بين الامرين أصلا،
في "روضة المحبين " (262). و 1 نظر: " مدارج السالكين " (2/ 392)، و " الصلاة
وحكم تاركها" (6 2 2).
وهذ الاصل كما هو في المسائل الخبرية العلمية، فكذلك هو في مسائل الفروع
العملية. انظر: " مجموع الفتاوى " (1 2/ 1 4 1).
(1) (ق): "ونعمه ".
(2) انظر: (ص: 984).
1092