كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وإنما يقدر التعارض بين العقل وا لهوى، وأما أن يتعارض في العقول إرشاد
العباد إلى سعادتهم في المعالش و لمعاد، وتركهم هملا كالانعام السائمة لا
يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا؛ فلم يتعارض هذان في عقل صحيح أبدا.
الوجه الخمسون: قولكم: "فكيف يعرفنا العقل وجوبا على نفسه
با لمعرفة، وعلى ا لجوارح بالطاعة وعلى الرب بالثواب والعقاب؟! " (1).
فيقال: و ي ستبعاد في ذلك؟! وما الذي يحيله؟! فقلم عرفنا العقل من
الواجبات عليه ما يقيح من العبد تركها، كما عرفنا وعرف أهل العقول وذوي
الفطر التي لم تتواطأ على الاقوال الفاسدة وجوب الاقرار بالله وربوبيته
وشكر نعمته ومحبته، وعرفنا قيح الاشراك به والاعراض عنه ونسبته إلى ما
لا يليق به، وعرفنا قيح الفواحش والظلم والاساءة والفجور والكذب
والبهت و لاثم والبغي والعدوان.
فكيف يستبعد منه أن يعرفنا وجوبا على نفسه بالمعرفة، وعلى الجوارج
بالشكر المقدور المستحسن في العقول، التي جاءت الشرائع بتفصيل ما
أدركه العقل منه جملة، وبتقرير ما أدركه منه تفصيلا؟!
وأما 1 لوجوب على الله بالثواب و لعقاب؛ فهذا مما تتباين فيه (2)
الطائفتان أعظم تباين:
* فأثبتت القدرية من المعتزلة عليه تعا لى وجوبا عقلئا وضعوه شريعة
(1) انظر: (ص: 984).
(2) في الاصول: "تتباين منه ". والمثبت من (ط).
93 0 1

الصفحة 1093