كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

و ي معارضة في العقول للأوصاف المقتضية حسن الصدق والبر،
والاحسان والعدل، والايثار، وكشف الكربات وقضاء ا لحاجات واغاثة
اللهفات، و لاخذ على أيدي الظالمين، وقمع المفسدين، ومنع البغاة
والمعتدين، وحفظ عقول العالمين وأموا لهم ودمائهم وأعراضهم بحسب
الإمكان، والامر بما يصلحها ويكملها، والنهي عما يفسدها وينقصها؟!
وهذه حال جملة الشرائع وجمهورها، إذا تأملها العقل جزم أنه يستحيل
على احكم الحاكمين ان يشرع خلافها لعباده.
وأما إن أردتم أن في بعض ما يدق منها مسائل تتعارض فيها الاوصاف
المستنبطة في العقول، فيتحير العقل بين المناسب منها وغير المناسب؛ فهذا
وان كان واقعا فإنه لا ينفي (1) حسنها الذا تي وقيح منهيها لذاتي، وكون
الوصف خفي المناسبة و 1 لتاثير في بعض المواضع مما لا يدفعه. وهذه حال
كثير من الامور العقلية المحضة، بل الحسية.
وهذا الطب مع أنه حسي تجريبي تدرك منافع الاغذية و [لادوية وقواها
وحرارتها وبرود تها ورطوبتها ويبوستها فيه با لحس، ومع هذا فأنتم ترون
ختلاف أهله في كثير من مسائلهم في الشيء الواحد، هل هو نافع كذا،
ملائم له أو منافر مؤذ (2)؟ وهل هو حار أو بارد؟ وهل هو رطب أو يابس؟
وهل فيه قوة تصلح لأمر من الامور او لا قوة قيه؟
ومع هذا فالاختلاف المذكور لا ينفي عند العقلاء ما جعل في الأغذية
والأدوية من القوى وا لمنافع و [لمضار و 1 لكيفيات؛ لان سبب الاختلاف
(1) (ق): " فإنها لا تنفي ". وهو تحريف.
(2) (ت، ق): "مود".
1099

الصفحة 1099