كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقال في مقام التحدي: <وإن كنمم فى رلمجب ئضا نرئا على عبدنافأنوا
بسوره فن مث! -> [البقرة: 23].
وفي "الصحيحين " في حديث الشفاعة، وتراجع الانبياء فيها، وقول
المسيح جم! ي!: " ذهبوا إلى محمد؛ عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تاخر) " (1)، فدل ذلك على انه نال ذلك المقام الاعظم (2) بكمال عبوديته لله،
وكمال مغفرة الله له.
وإذا كانت العبودية عند الله بهذه المنزلة، أقتضت حكمته أن أسكن آدم
وذريته دارا ينالون فيها هذه الدرجة بكمال طاعتهم لله، وتقربهم إليه بمحابه،
وترك مألوفا تهم من أجله؛ فكان ذلك من تمام نعمته عليهم وإحسانه إليهم.
في وأيضا؛ فإنه سبحانه أراد أن يعرف عباده الذين أنعم عليهم تمام نعمته
عليهم، ويعرفهم قدرها؛ ليكونوا أعظم محبة له، و كثر شكرا، و عظم لتذاذا
بما عطاهم من النعيم؛ فاراهم سبحانه فعله بأعدائه، وما عد لهم من
العذاب وأنواع الالام، وأشهدهم تخليصهم من ذلك، وتخصيصهم باعلى
أنواع النعيم؛ ليزداد سرورهم، وتكمل غبطتهم، ويعظم فرحهم، وتتم لذ تهم،
وكان ذلك من إ تمام الإنعام عليهم و محبتهم.
ولم يكن بد في ذلك من إنزالهم إلى الارض وامتحانهم واختبارهم،
وتوفيق من شاء منهم رحمة منه وفصلا، وخذلان من شاء حكمة منه وعدلا،
وهو العليم الحكيم.
(1) " صحيح البخاري " (476 4)، و"صحيح مسلم " (93 1) من حديث انس.
(2) (ت، ن): " العظيم ".
11

الصفحة 11