كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الأصلين، وهما داء الاولين والاخرين (1):
أحدهما: الاستمتاع بالخلاق، وهو النصيب من الدنيا، والاستمتاع به
متضمن لنيل الشهوات المانعة من متابعة الأمر، بخلاف المؤمن فانه وا ن نال
من الدنيا وشمهواتها فانه لا يستمتع بنصيبه كله، ولا يذهب طيباته في حياته
الدنيا، بل ينال منها ما ينال ليتقوى به على التزود لمعاده.
والثا ني: ا لخوض با لشبهات ا لبا طلة، وهو قوله: <وخضغئم لذي
خاضؤأ >، وهذا شان النفوس الباطلة التي لم تخلق للاخرة، لا تزال
ساعية في نيل شهواتها، فاذا نالتها فانما هي في خوض بالباطل (2) الذي لا
يجدي عليها إلا الضرر العاجل والاجل.
ومن تمام حكمة الله تعا لى أنه يبتلي هذه النفوس بالشقاء والتعب في
تحصيل مراداتها وشهواتها، فلا تتفرغ للخوض بالباطل إلا قليلا، ولو
تفرغت هذه النفوس الباطولية (3) لكانت أئمة تدعو إلى النار، وهذا حال من
(1) انظر: " اقتضاء الصراط ا لمستقيم " (1/ 5 2)، و" ا لالستقامة " (1/ 4 5 4)، و" إ علام
الموقعين " (1/ 136)، و" الصواعق المرسلة " (0 1 2 1)، و" رسالة ابن القيم إلى احد
إخوانه) " (18)، و" الكلام على مسألة السماع " (173).
(2) (ح): " في الباطل ".
(3) لمتبعة للشهوات، نسبة إلى البطالة، أو لباطل، على غير قياس.
وقد وردت هذه العسبة الغريمة في مواضع من كتب المصنف. انظر: " تهذيب السنن"
(3/ 81)، و" بدائع الفوائد" (846)، و" الكلام على مسألة لسماع" (1 22)، وما
سيأتي (ص: 528).
كما وردت في كلام بعض اهل عصره بالدلالة نفسها. انظر: " الوا في " للصفدي
(13/ 334) فيما نقله عن ابن تيمية، و"النصيحة الذهبية " (المنسوبة للذهبي) (86).

الصفحة 110