كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فكان في القصاص حياة العالم وصلاح الوجود.
وقد نبه تعا لى على ذلك بقوله: < ولكخ فى الهاص حبوه لاؤلى لأ لبث
لعف! ثم تتقون > [البقرة: 179]، وقي ضمن هذا الخطاب ما هو كا لجواب
لسؤال مقدر: أن إعدام (1) هذه البنية الشريفة (2)، وإيلام هذه النفس واعدامها،
في مقابلة إعدام المقتول تكثير لمفسدة القتل، فلاية حكمة صدر هذا ممن
وسعت رحمته كل شيء، وبهرت حكمته العمول؟!
فتضمن الخطاب جواب ذلك بقوله تعا لى: < ولكخ في الهاص حبوه >،
وذلك لأن القاتل إذا توهم أنه يقتل قصاصا بمن قتله كف عن القتل وارتدع،
واثر حب حياته ونفسه؟ فكان فيه حياة له ولمن أراد قتله.
ومن وجه اخر؛ وهو أنهم كانوا إذا قتل الرجل من عشيرتهم وقبيلتهم
قتلوا به كل من وجدو 5 من عشيرة القاتل وحيه وقبيلته، وكان في ذلك من
الفساد والهلاك ما يعم ضرره، وتشتد مؤنته؛ فشرع الله تعا لى القصاص، و ن
لا يقتل بالمقتول غير قاتله، ففي ذلك حياة عشيرته وحيه و قاربه.
ولم تكن الحياة في القصاص من حيث إنه قتل، بل من حيث كونه
قصاصا يؤخذ القاتل وحده بالمقتول، لا غيره.
فتضمن القصاص الحياة في الوجهين جميعا.
وتامل ما تحت هذه الالفاظ الشريفة من ا لجلالة والا يجاز، والبلاغة
و لفصاحة، والمعنى العطيم:
(1) في الأصول: " عدم ". والمثبت من (ط).
(2) وهي جسم الإنسان. نظر: "نهاية الرتبة " للسيزري (97).
1 0 1 1

الصفحة 1101