كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
* فصدر الاية بقوله: < ولكم! المؤذن بأن منفعة القصاص مختصة بكم
عائدة إليكم، فشرعه إنما كان رحمة بكم وإحسانا إليكم، فمنفعته ومصلحته
لكم، لا لمن لا يبلغ العباد ضره ونفعه.
* ثم عقبه بقوله: <في الناص حبوة) إيذانا بأن ا لحياة ا لحاصلة إنما هي
في العدل، وهو أن يفعل به كما فعل.
والقصاص في اللغة: المماثلة، وحقيقته راجعة إلى الاتباع (1). ومنه قوله:
< وقالت لاخته- قصيه) [القصص: 1 1] اي: آلبعي اثره. ومنه قوله: <فازدذا
عك ءاثارهماقصصما) [الكهف: 64] أي: يقصان الاثر ويتبعانه. ومنه: قص
الحديث واقتصاصه؛ لانه يتبع بعضه بعضا في الذكر. فسمي جزاء ا لجاني
قصاصا لانه يتبع أثره فيفعل به كما فعل.
وهذا أحد ما يستدل به على أن يفعل با لجاني كما فعل، فيقتل بمثل ما
قتل به؛ لتحقيق معنى القصاص.
وقد ذكرنا دلة المسألة من الطرفين، وترجيح القول الراجح بالنص
والاثر والمعقول في كتاب " تهذيب السنن " (2).
* ونكر سبحانه ا لحياة تعظيما لها وتفخيما لشأنها، وليس المراد حياة
ما، بل المعنى أن في القصاص حصول هذه الحقيقة المحبوبة للنفوس،
المؤثرة عندها، المستحسنة في كل عقل.
(1) انظر: "مقاييس اللغة " (5/ 1 1).
(2) (2 1/ 273). وانظر: "زاد المعاد" (4/ 84)، و" إعلام الموقعين " (1/ 318)،
و"أحكام ا لجناية على النفس " للشيخ بكر ابو زيد (189 - 2 0 2، 4 0 2 - 228).
2 0 1 1