كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وهل يستوي في عقل أو دين أو فطرة القتل ظلما وعدو نا بغير حق
والقتل قصاصا وجزاء با لحق؟!
ونظير هذه التسوية (1): تسوية المشركين بين الربا و لبيع؛ لاستوائهما
في صورة العقد. ومعلوم أن استواء الفعلين في الصورة لا يوجب استواءهما
في الحقيقة، ومدعي ذلك في غاية المكابرة.
وهل يدل استواء السجود لله والسجود للصنم في الصورة الظاهرة
- وهو وضع الجبهة على الارض - على انهما سواء في الحقيقة، حتى يتحير
العقل بينهما، ويتعارضان فيه؟!
ويكفي في فساد هذا إطباق العقلاء قاطبة على قيح القتل الذي هو ظلم
وبغي وعدوان، وحسن القتل الذي هو جزاء وقصاص وردع وزجر، والفرق
بين هذين مثل الفرق بين الزنا والنكاح، بل أعظم و ظهر، بل الفرق بينهما من
جنس الفرق بين الإصلاح في الارض والإفساد فيها، فما تعارض في عقل
صحبح قط هذان الامران حتى يتحير بينهما أ يهما يؤثره ويختاره.
وقولكم: "انه اتلاف بإزاء اتلاف، وعدوان في مقابلة عدوان "، فكذلك
هو، لكن إتلاف حسن، هو مصلحة وحكمة وصلاح للعا لم، في مقابلة
إتلاف هو فساد وسفه وخراب للعا لم، فأنى يستويان؟! أم كيف يعتدلان،
حتى يتحير العقل بين الاتلاف الحسن وتركه؟!
وقولكم: " لا يحيا الأول بقتل الثاني ".
(1) (ت): "ا لمسألة ".
1104

الصفحة 1104