كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
الوجه ا لخامس وا لخمسون: قولكم: " إن مصلحة الردع والزجر وإحياء
النوع امر متوهم " = كلام بين فساده، بل هو أمر متحقق وقوعه عادة، ويدل
عليه ما نشاهده من الفساد العام عند ترك الجناة والمفسدين وإهما لهم
وعدم الاخذ على ايد يهم، و [لمتوهم من زعم ان ذلك موهوم.
وهو بمثابة من دهمه العدو، فقال: لا نعرض أنفسنا لمشقة قتالهم، فانه
مفسدة متحققة، وأما استيلاوهم على بلادنا وسبيهم ذرارينا وقتل مقاتلتنا
فموهوم!
فياليت شعري .. من الموهوم (1) المخطىء في وهمه؟!
ونطيره أيضا: أن الرجل إذا تبيغ به الدم (2)، و 1 ضطر إلى إخراجه، أن لا
يعرض لشق جلده وقطع عروقه؛ لانه ا ل! محقق لأمر موهوم!
ولو طرد هذا القياس الفاسد لخرب العا لم، وتعطلت الشرائع.
والاعتماد في طلب مصالح الدارين ودفع مفاسدهما مبنيئ على هذ!
الذي سميتموه أنتم موهوما؛ فالعمال في الدنيا إنما يتصرفون بناء على
الغالب المعتاد الذي اطردت به العادة، وإن لم يجزموا به؛ فان الغالب صدق
العادة واطرادها عند قيام أسبابها:
فالتاجر يحتمل مشقة السفر في البر و لبحر بناء على أنه يسلم ويغنم،
فلو طرد هذا القياس الفاسد، وقال: "السفر مشقة متحققة، والكسب أمر
موهوم "، لتعطلت أسفار الناس بالكلية.
(1) (ط): " ا لوا هم ".
(2) اي: هاج به، وذلك حين تظهر حمرته في البدن. "اللسان ".
6 0 1 1